السلام عليكم...
كيف حالكم ؟
ان شاء الله بخير
خلونا نبدأ
إن قضية الحوار إشكالية بحدّ ذاتها وأيّ دراسة موضوعية تتناول القضايا الإشكالية عادة لا بد أن تنطلق أساسا من معطى معرفي لا أيديولوجي , وقد رأينا اعتبار الجانب المعرفي الحيوي – غير الكتيم - منطلقا في منهج هذه الدراسة , متوخين التأسيس لبنية ثقافية غير مرتهنة لأي مسبقّات تعيق انعتاقها إلى فضاءات أكثر رحابة ,وأوسع أفق , من انغلاقات الجحور الضيقة والمريضة.إذا لا بد أن نتفق أولا على ضرورة التأسيس لثقافة الحوار,بالإجابة المشتركة على سؤال: كيف نتحاور؟ فإذا كان الحوار والتواصل :هو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين،فإن ذلك يتوجب التحلي بأدب الاستقبال الذي يفيد الطرفين في استمرار الحوار والتواصل وشعور المتحدث بارتياح واطمئنان وشعور المستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب.
ولتحقيق الاستماع الجيد لا بد من توفر شروط منها :
أ- إقبال المستمع نحو المتحدث.
ب- عدم إظهار علامات الرفض والاستياء
ج - عدم الانفعال أو إعطاء ردود فعل سريعة ومباشرة قبل إنهاء المتحدث كلامه
أما أدب الحديث فيكون :
أ- بالإقبال نحو المستمع.
ب - عدم المبالغة في إظهار الانفعال وحركات الأيدي والتوسط في سرعة الرد.
مستويات الحوار
المستوى الأول :حوار داخلي مونولوجي مع النفس بمحاسبتها وحملها على الحق
المستوى الثاني:حوار بين أفراد المجتمع وفق اجتهاداته المختلفةعملا بمبدأ:" نصف رأيك عند أخيك"ومبدأ المحافظة على وحدة الصف: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه
آداب الحوار
أ- حسن الخطاب
ب- عدم الاستفزاز أو ازدراء الآخرين
فالحوار غير الجدال والسجال واحترام آراء الآخرين شرط نجاحه،. صدور الحوار عن قاعدة قولنا: " قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب "وضالة كل عاقل هو الحق. الرجوع للمرجعية المعرفية المتحاورين .و لا يكون الحوار إ لا مع الآخر. وتحديداً مع الآخر المختلف. نفهم من ذلك أيضا انه ليس لأحد أن يدعي الحقيقة المطلقة. وليس له أن يخطئ الآخرين لمجرد اقتناعهم برأي مخالف. فالحقيقة نسبية. والبحث عن الحقيقة، حتى من وجهة نظر الآخر المختلف، طريق مباشر من طرق المعرفة.
أنواع الحوار
إن الحوار يتطلب أولا وقبل كل شيء الاعتراف بوجود الآخر المختلف، و احترام حقه ليس في تبني رأي أو موقف أو اجتهاد مختلف فحسب، بل احترام حقه في الدفاع عن هذا الرأي أو الموقف أو الاجتهاد، ثم واجبه في تحمل مسؤولية ما هو مقتنع به
من هو الآخر ؟
تعريف الآخر لا يمكن أن يتم في معزل عن الأنا. إن فهم الآخر، ثم التفاهم معه، لا يتحققان من دون أن تتسع الأنا له. وبالتالي، كلما سما الإنسان وترفّع عن أنانيته، أوجد في ذاته مكاناً أرحب للآخر. إن الحقيقة ليست في الأنا. إنها تتكامل مع الآخر، حتى في نسبيتها. وهي لا تكتمل في اطلاقيتها إلا بالله. والحوار مع الآخر اكتشاف للأنا وإضاءة ساطعة على الثغرات والنواقص التي لا تخلو منها شخصية إنسانية. ولذلك يقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: "الآخر هو وسيط بيني وبين نفسي، وهو مفتاح لفهم ذاتي والإحساس بوجودي". والآخر قد يكون فرداً وقد يكون جماعة
ومن أساليب الرسول في الحوار :
1- أسلوب الشك ووضع الأفكار موضع التمحيص والاختبار
2-احترام الرأي الآخر وعدم إسقاطه
3- البدء في الحوار بالأفكار المشتركة
4- إنهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق
أهداف الحوار
1- وسيلة لتنفيس أزمة ولمنع انفجارها
2- السعي لاستباق وقوع الأزمة ولمنع تكوّن أسبابها،
3- محاولة لحل أزمة قائمة واحتواء مضاعفاتها.
4- تعريف الآخر على وجهة نظر لا يعرفها،
5-شرح وجهة النظر وتبيان المعطيات التي تقوم عليها، والانفتاح على الآخر لفهم وجهة نظره ثم للتفاهم معه..
6- استيعاب المعطيات والوقائع المكونة لمواقف الطرفين المتحاورين.
مهام الحوار
1- إبراز الجوامع المشتركة في العقيدة والأخلاق والثقافة.
2- تعميق المصالح المشتركة في الإنماء والاقتصاد والمصالح.
3- توسيع مجالات التداخل في النشاطات الاجتماعية الأهلية
4- التأكيد على صدقية قيم الاعتدال وتوسيع قاعدتها التربوية
5 - إغناء الثقافة الحوارية التي تقوم على عدم رفض الآخر،والانفتاح على وجهة نظره واحترامها،وعدم التمترس وراء اجتهادات فكرية صدئة من خلال التعامل معها وكأنها مقدسات ثابتة غير قابلة لإعادة النظر.إن أي حوار يستلزم من حيث المبدأ تحديداً مسبقاً لأمرين أساسيين
الأمر الأول :هو التفاهم على ماذا نتحاور
و الأمر الآخر: هو التفاهم لماذا نتحاور
منطلقات الحوار وقواعده
1- أن يمتلك أطرافه حرية الحركة الفكرية التي ترافقها ثقة الفرد بشخصيته الفكرية المستقلة، فلا ينسحق أمام الآخر لما يحس فيه من العظمة والقوة التي يمتلكها الآخر، فتتضاءل إزاء ذلك ثقته بنفسه وبالتالي بفكره وقابليته لأن يكون طرفاً للحوار فيتجمد ويتحول إلى صدى للأفكار التي يتلقاها من الآخر
2-اعتماد المنهج الفكري وهي أن القضايا الفكرية لا ترتبط بالقضايا الشخصية. فلكل مجاله ولكل أصوله التي ينطلق منها ويمتدّ إليها
3-أن يتم في الأجواء الهادئة ليبتعد التفكير فيها عن الأجواء الانفعالية التي تبتعد بالإنسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكير، فإنه قد يخضع للجو الاجتماعي ويستسلم لا شعورياً مما يفقده استقلاله الفكري
الوان الحوار السلبي
1. الحوار العدمي التعجيزي: وفية لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات
2. حوار المناورة (الكر والفر ): ينشغل الطرفان (أو أحدهما) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة.
3.الحوار المزدوج: وهنا يعطى ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنة لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهمة.
4. الحوار السلطوي (اسمع واستجب): نجد هذا النوع من الحوار سائدا على كثير من المستويات، فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمدرس المتسلط والمسئول المتسلط..الخ
5. الحوار السطحي (لا تقترب من الأعماق فتغرق): حين يصبح التحاور حول الأمورالجوهرية محظورا أو محاطا بالمخاطر يلجأ أحد الطرفين أو كليهما إلى تسطيح الحوا طلباً للسلامة
6. حوار الطريق المسدود (لا داعي للحوار فلن نتفق ): يعلن الطرفان (أو أحدهما ) منذ البداية تمسكهما بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار
7- الحوار الإلغائي أو التسفيهي (كل ما عداي خطأ ) يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه، وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار.
8. حوار البرج العاجي: ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي
9-الحوار المرافق (معك على طول الخط): وفية يلغي أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر إما استخفافا (خذه على قدر عقله) أو خوفا أو تبعية حقيقية طلبا لإلقاء المسئولية كاملة على الآخر
10- الحوار المعاكس (عكسك دائما)
11- حوار العدوان السلبي (صمت العناد والتجاهل): يلجأ أحد الأطراف إلى الصمت السلبي عنادا وتجاهلا ورغبة في مكايدة الطرف الآخر.
مواصفات الحوار الإيجابي
• حوار متفائل (في غير مبالغة طفلية ساذجة).
• حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها.
• حوار متكافئ يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله.
منهجية الحوار
1- إخراج الذات من دائرة الاختلاف. وتوفير مسافة موضوعية بين ذواتنا وأشخاصنا وأفكارنا وقناعاتنا، حتي يتم الحوار بانسيابية وبعيدا عن الحساسيات والمسبّقات
2- الاستعداد النفسي الدائم للقبول بروح وجوهر الحوار، الذي يتطلب الاعتراف بالآخر فكرا وروحا ومشاعر وأن نترك في عقولنا مساحة للاختلاف يمكن لهذا الآخر أن يدخل من خلالها فتستوعبه هذه المساحة .
3- الالتزام بمقتضيات العدالة والموضوعية، ونبذ الأساليب العدوانية التي تشحن النفوس وتمنع العقول من فهم المقولات والقناعات على نحو سليم.
4- الاستناد على منهج الدليل والبرهان، ونبذ حالات الاتهام والتشنيع بكل مستوياته. وأن لا نطلق الأحكام على بعضنا البعض جزاف
...
مع السلامة